براغ (ا ف ب) - توفي الرئيس التشيكي السابق وبطل "الثورة المخملية" فاتسلاف
هافل، الذي قاد بلاده إلى الاستقلال عن الحكم السوفييتي في 1989، الاحد عن عمر ناهز
الخامسة والسبعين، حسبما أعلن مكتبه.
وقالت سكرتيرته سابينا تانشيفوفا ان هافل توفي وهو نائم فجرا بعد صراع طويل مع
المرض.
واضافت تانسيفوفا "كانت زوجته داغمار الى جواره في اللحظات الاخيرة والى جواره
راهبة ظلت ترعاه خلال الشهور الاخيرة".
وكان هافل قد رأس تشيكوسلوفاكيا ما بين عامي 1989 و1992 ورأس تشيكيا التي خرجت
منها ما بين 1993 و2003، وكان يعاني لوقت طويل من تردي صحته التي ساهمت فيها خمس
سنوات قضاها في السجون الشيوعية.
وقد عانى الكاتب المسرحي والمنشق السابق من صعوبات في التنفس منذ جرى استئصال
جزء من رئته في 1996 لوقف انتشار سرطاني.
وعزى رئيس الوزراء التشيكي بيتر نتشاس في وفاة هافل قائلا ان "الرئيس هافل كان
رمزا لما جرى هنا في عام 1989 وفعل الكثير جدا لهذا البلد من اجل تحولها السلمي الى
الديموقراطية. لقد كان رمزا لجمهوريتنا ووجهها في الخارج".
ومن جانبه اشاد وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي بذكرى هافل باعتباره "روح
الثورة التشيكية".
وكان مبعث المتاعب الصحية التي صارع معها هافل اصابته بالالتهاب الرئوي الذي لم
يتلق في بداياته العلاج المناسب اثناء وجوده في السجن تحت الحكم الشيوعي خلال
الثمانينات بسبب انشطته كمنشق.
واستؤصل جزء من رئته اليمنى في كانون الاول/ديسمبر 1996 بعد الكشف عن وجود سرطان
بها، كما اصيب المدخن الشره السابق من مشكلات عديدة تتعلق بالرئتين والقلب وجرت له
جراحة بسبب الاصابة بالتهاب في الرئة في 2009.
ونقل هافل في وقت سابق هذا العام الى المستشفى بعد اصابته بالتهاب حاد في الشعب
الهوائية لم يتجاوزه منذ ذلك الحين.
وقال هافل في مقابلة اجريت معه انه اصيب خلال مرضه الاخير "بفقد التوازن وفقد
الذاكرة ونقص الوزن".
وخلال الصيف عكف هافل على تمضية وقته في منزله الريفي للنقاهة وكانت آخر مرة عاد
فيها الى براغ للقاء الزعيم الروحي للتيبت الدلاي لاما في العاشر من كانون
الاول/ديسمبر.
وهافل من مواليد براغ في الخامس من تشرين الاول/اكتوبر 1936 حيث ولد لاسرة ثرية
فقدت اموالها مع وصول الشيوعيين للسلطة في بلاده عام 1948.
وترسخ وضعه على صعيد مسرح العبث في تشيكوسلوفاكيا خلال الستينات قبل حظر السلطات
اعماله على المسارح في اعقاب الغزو السوفييتي لبلاده عام 1968.
وكان هافل مسؤولا عن صياغة الفصل السابع والسبعين، وهو برنامج صدر في عام 1977
يتحدى الشيوعيين بالالتزام بوعودهم الدولية تجاه احترام حقوق الانسان، وظل يناضل ضد
النظام ما ادى لسجنه خمس سنوات.
ومع انهيار الشيوعية والاطاحة بالحكم الشيوعي خلال الثورة المخملية السلمية في
تشيكوسلوفاكيا، وقع الاختيار على هافل لتولي رئاسة البلاد، التي انقسمت سلميا الى
تشيكيا وسلوفاكيا في عام 1993.
وتزوج هافل الممثلة داغمار فيسكرنوفا التي تصغره بعشرين عاما في عام 1997، بعد
وفاة زوجته الاولى اولغا قبل ذلك بعام. ولم يرزق هافل بأطفال
|
|
الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافل (ارشيف اف ب, ميشال سيزاك)
|