أميركا تنشر من جديد صورا من الأقمار الصناعية لدبابات الأسد
مدافعها مصوبة تجاه مناطق سكنية.. والتقطها قمر صناعي تجاري
| صور الأقمار الصناعية تكشف أن القوات السورية أعدت دبابات وأسلحة ثقيلة مصوبة تجاه مناطق سكنية (أ.ب) |
|
واشنطن: «الشرق الأوسط»
كشفت
الولايات المتحدة عن صور من الأقمار الصناعية توضح أن القوات السورية أعدت
دبابات وأسلحة ثقيلة مصوبة تجاه مناطق مدنية، وتظهر الصور وحدات مدفعية
لضرب مناطق سكنية ونقلها بعض القوات من بلدة لأخرى على الرغم من دعوات
للانسحاب، وتعهد الرئيس بشار الأسد بالالتزام بالاتفاق مع كوفي أنان،
الأمين العام السابق للأمم المتحدة، ومبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول
العربية حاليا.
ونشر الصور في صفحته في موقع «فيس بوك» في الإنترنت روبرت فورد، السفير
الأميركي لدى سوريا الذي انتقل من سوريا إلى واشنطن احتجاجا على استمرار
الرئيس الأسد في قتل شعبه. وكتب السفير أنه على الرغم من انسحاب القوات
السورية من بعض المناطق، توضح تقارير أنه نقل دباباته ومصفحاته من مدينة
إلى أخرى، وليس إلى الثكنات العسكرية. وأن القوات السورية تستخدم الطيران
بطريقة مكثفة لم تشهد العمليات العسكرية مثلها منذ بداية الثورة في السنة
الماضية.
وأشار السفير إلى «حملة اعتقالات» في ضواحي دمشق. وكتب: «هذا ليس ما تعهدت
به الحكومة السورية حتى تنجح مبادرة أنان». وأضاف: «يجب أن يعلم النظام
السوري أننا نراقب ما يحدث. لا يمكن للنظام إخفاء الحقيقة». وليس من السهل
على أي عين غير خبيرة أن ترى التفاصيل في صور الأقمار الصناعية التي نشرها
فورد الجمعة على صفحة «فيس بوك». وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه إن
هذه الصور قدمها قمر صناعي تجاري. ووضعت على هذه الصور أسهم ورموز للدبابات
قال فورد إنها تشير إلى وجود عربات مدرعة. وقال فورد إن الصور أظهرت سحب
دبابات من داعل في محافظة درعا ومن تفتناز وهي قرية شرقي مدينة إدلب. ولكن
فورد قال إن «الحكومة السورية حركت ببساطة بعض المركبات المدرعة خارج
تفتناز إلى بلدة زيردانا القريبة».
وحملت بعض الصور الأخرى علامات أسهم وتعليقا قال إن الحكومة السورية «أبقت
وحدات مدفعية قرب مناطق سكنية» مثل حمص والزبدني حيث يمكنها إطلاق النار
عليها من جديد.
وكانت تلك ثاني مرة ينشر فيها فورد صورا لأقمار صناعية في محاولة لإعطاء
دليل على استهداف سوريا للإحياء السكنية. ونشرت الصور السابقة في العاشر من
فبراير (شباط).
من جهة أخرى، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة الهجمات
الجديدة التي شنها النظام السوري على معاقل المعارضة على رغم تعهد دمشق
بوقف عملياتها قبل 10 أبريل (نيسان)، معتبرا أن هذه الأعمال تمثل «انتهاكا»
لموقف مجلس الأمن الدولي.
وكانت الخارجية الأميركية حذرت الرئيس الأسد بأهمية احترام مهلة يوم
الثلاثاء. وقالت إن «هذا هو الذي تدعمه الأمم المتحدة وإنه لا بد من وضع حد
للحملة (الرهيبة)، أو مواجهة المزيد من الضغوط الدولية». وفي نفس الوقت،
عبرت الخارجية الأميركية عن تشاؤمها من أن الرئيس الأسد سوف يلتزم حقيقة
بما وعد.
وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية: «الولايات المتحدة لا ترى أي دلائل
على أن قوات الأسد تلتزم بخطة السلام لسحب القوات والبنادق من المدن التي
تشهد احتجاجات ضد النظام». وأضاف وهو يتحدث عن تصرفات القوات المسلحة:
«ليست مستغربة. وهي غير مشجعة بالتأكيد». وقال: «واضح أن نظام الأسد يستخدم
هذا الإطار الزمني (حتى يوم الثلاثاء) لاستمرار الهجوم المروع على الشعب
السوري». وقال تونر إن الحكومة الأميركية تتشاور مع الدول الأخرى لاتخاذ
مزيد من الخطوات غير المحددة، إذا لم تذعن سوريا للموعد النهائي. لكنه لم
يحدد عقوبات معينة. وأضاف: «عقوبة عدم الامتثال ستكون زيادة الضغط على
الرئيس السوري، وعلى نظامه. وستكون رسالة واضحة إلى من حوله بأنهم يعيشون
على الجانب الخطأ من التاريخ»