اختتم المؤتمر العالمي لأمراض القلب الذي نظمته هيئة الصحة بدبي
بالتعاون مع الاتحاد العالمي لأمراض القلب وجمعية القلب الإماراتية جلساته
العلمية يوم أمس بحضور أكثر من 12 ألف طبيب وأخصائي قلب من مختلف الجامعات
والمؤسسات الطبية العريقة على مستوى العالم. وقال الدكتور فهد
باصليب استشاري ورئيس قسم القلب بمستشفى راشد ورئيس جمعية القلب
الاماراتية، إن المؤتمر ناقش خلال جلساته العلمية عددا من المواضيع
والأبحاث والدراسات المتعلقة بآخر المستجدات العالمية في مجال تشخيص وعلاج
إمراض القلب والشرايين.
ولفت باصليب، إلى أهمية الأبحاث والدراسات
العلمية الطبية التي استعرضها المشاركون خلال جلسات المؤتمر حول الأسباب
المؤدية لأمراض القلب والشرايين وآلية الوقاية منها وعلاقة التدخين والكحول
وضغط الدم والسمنة والسكري بأمراض القلب، وأمراض القلب الروماتيزمية
وأمراض القلب عند الرياضيين، وعلاقة هذه الامراض بجنس الجنين وأمراض القلب
عند النساء. وقال الدكتور فهد باصليب استشاري ورئيس قسم القلب بمستشفى راشد ورئيس جمعية
القلب الإماراتية إن المشاركين في المؤتمر العالمي لأمراض القلب ناقشوا
دراسة حديثة أعدها نخبة من كبار الأطباء في الشرق الأوسط تدعو إلى إقرار
برامج فحص أمراض القلب الروماتيزمية وتطبيق برامج للوقاية منها.
ولفت إلى إمكانية الوقاية من أمراض القلب الروماتيزمية من خلال استخدام البنسلين وهو علاج فعال وغير مكلف ومتاح للجميع.
وذكر
أن أمراض القلب الروماتيزمية تنتج عن مرض الحمى الروماتيزمية التي يمكن
الوقاية منها والسيطرة عليها وتحدث نتيجة للإصابة بالمكورات العقدية
المجموعة (أ) المسببة لالتهابات البلعوم الحادة.
وأوضح باصليب، أن أمراض القلب الروماتيزمية تعتبر مشكلة صحية عالمية
يمكنها أن تتسبب في أضرار دائمة وغير قابلة للشفاء وربما الوفاة، وهي أكثر
انتشارا في البلدان النامية وبين السكان الأكثر فقرا في البلدان ذات الدخل
المتوسط.
مشيرا إلى وجود أكثر من 15 مليون شخص يعانون من أمراض القلب
الروماتيزمية وان 350 ألف شخص يموتون سنويا وهناك عدد كبير يعاني من العجز
أو الإعاقة.
وأكدت دراسة حديثة استعرضها المشاركون في المؤتمر
العالمي لأمراض القلب، أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم
ويمارسون التمارين الرياضية يمكنهم الحد من خطر الموت بسبب أمراض القلب
والأوعية الدموية خاصة وان خطر تطور مرض القلب والأوعية الدموية يرتفع إلى
حد كبير مع زيادة ضغط الدم وان خفض ضغط الدم يحد من أمراض القلب والأوعية
الدموية.
ودعت الدراسة الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم إلى ممارسة
التمارين الرياضية خاصة وان ارتفاع ضغط الدم يعد احد العوامل الرئيسية
والمخاطر التي يمكن الوقاية منها لتجنب الوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب
والأوعية الدموية.
وأظهرت الدراسة أن علاج ارتفاع ضغط الدم يساهم
بنسبة 35%-40% في خفض مخاطر الإصابة بالجلطة الدماغية وبنسبة 16% في خفض
مخاطر احتشاء عضلة القلب. وأكدت دراسة حديثة ناقشها المؤتمر على تزايد فرص
إنجاب الإناث عند السيدات المصابات بإمراض القلب أكثر من فرص إنجابهن
للذكور حيث أظهرت الدراسة أن ثلاثة أرباع المواليد الذين بلغ عددهم 216
طفلا ممن أنجبتهن 200 سيدة يعانين من أمراض القلب كعينة للدراسة كانوا
إناثا.
وبينت الدراسة أن 64% من هؤلاء السيدات يعانين من أمراض
بصمامات القلب و19% منهن يعانين من اعتلال عضلة القلب التوسعي في حين أن
14% منهن لديهن عيوب خلقية في القلب.
وقال الدكتور اذين علي زاده من
جامعة تبريز بايران، إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تتناول
العلاقة بين جنس المولود وإصابة الأم بأمراض القلب.
وقالت الدكتورة
كاثرين توبيرت مديرة الشؤون العلمية في الاتحاد العالمي لأمراض القلب، إن
العلاقة بين جنس المولود وأمراض القلب لدى الأمهات تعد ملاحظة مثيرة
للاهتمام خاصة وان الشائع هو أن الكروموسومات الموجودة في السائل المنوي
عند الرجال هي المسؤولة عن جنس المولود.
وأشارت إلى أن هذه الدراسة
تظهر وجود علاقة بين الحالة الصحية للام وجنس المولود لافتة إلى أن تزايد
عدد السيدات اللائي يعانين من أمراض القلب في العالم يشجع على إجراء المزيد
من الدراسات والبحوث حول هذه العلاقة.