2011
أنقرة – «الحياة»
نفى
بال ساركوزي، والد الرئيس الفرنسي، اتهامات وجهها إليه رئيس الوزراء
التركي رجب طيب أردوغان بالتورط بمجازر ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق
الشعب الجزائري عام 1945. ونقلت وسائل إعلام تركية عنه إن «حديث أردوغان
مضحك ويدعو للسخرية»، ونصح رئيس الوزراء التركي بقراءة كتاب مذكراته حول
الجزائر، والذي «يوضح دوره بوصفه عسكرياً خدم هناك، وما قدمته فرنسا لتلك
الدولة العربية».
أتى ذلك بعدما علّق اردوغان على إقرار البرلمان الفرنسي قانوناً يجرّم
«إنكار إبادة» الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، متهماً فرنسا بارتكاب
«إبادة جماعية» في الجزائر. وقال: «إذا كان الرئيس الفرنسي لا يعرف بحدوث
إبادة جماعية، يمكنه أن يسأل والده، بال ساركوزي الذي خدم في الجزائر في
أربعينات القرن العشرين. أنا على يقين بأن لديه (بال ساركوزي) مسائل كثيرة
ليقولها لابنه، في شأن المجازر التي ارتكبها الفرنسيون في الجزائر، وكيف
أحرقوا الجزائريين في أفران غاز».
وأضاف في إشارة الى الجد المجري الأصل للرئيس الفرنسي: «عائلة جد
ساركوزي كانت من العائلات اليهودية التي قدمت لها الدولة العثمانية الحماية
والرعاية، بعد هربها من مجازر اليهود في إسبانيا، إثر سقوط الحكم الإسلامي
فيها».
وأوردت صحيفة «صباح» التركية المقربة من حكومة «حزب العدالة والتنمية»
الحاكم، ان أردوغان وضع خطة للضغط على باريس، من أجل إسقاط ساركوزي في
انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل. وأشارت الى أن المسؤولين الأتراك
سيواصلون تحميل ساركوزي شخصياً مسؤولية تردي العلاقات بين باريس وأنقرة،
كما سيواصلون اتهامه بالعداء للمسلمين وبالتطرف العرقي، في انتظار موقف
مجلس الشيوخ الفرنسي إزاء قانون تجريم إنكار «إبادة» الأرمن، وذلك أملاً
بأن يرفض المصادقة عليه. أما اذا صادق المجلس عليه ووقع ساركوزي القانون،
سينتظر الرئيس الفرنسي عقوبات جديدة، أهمها إغلاق المجال الجوي التركي أمام
رحلاته وأعوانه، كما ستواصل أنقرة تجميد اتفاقات تعاون عسكري واقتصادي مع
باريس، ساعية الى شنّ حملة في البرلمان الأوروبي تتهم فيها ساركوزي بالتطرف
والحد من حرية الرأي والتعبير.