مصر: انتقادات من مرشحين وقوى ثورية لدخول سليمان حلبة المنافسة على الرئاسة
الأحد, 08 أبريل 2012
القاهرة - أحمد رحيم
يتقدم
نائب الرئيس المصري السابق اللواء عمر سليمان اليوم إلى اللجنة العليا
لانتخابات الرئاسة بأوراق ترشحه مدعومة بأكثر من 30 ألف توكيل شعبي، بعدما
زار اللجنة أمس لسحب أوراق الترشح. واختار سليمان أن يتقدم بأوراق ترشحه في
اليوم الأخير لتلقي طلبات الترشح بعد أن تراجع عن قراره الاعتذار عن خوض
المنافسة إثر تظاهرة لأنصاره في القاهرة طالبته بالترشح.
وتختتم لجنة الانتخابات اليوم عملية تلقي طلبات الترشح للرئاسة. وتقدم
لخوض غمار المنافسة 15 مرشحاً استكملوا كافة الأوراق التي حددتها لجنة
الانتخابات الرئاسية، من بينهم 9 مرشحين مستقلين، و6 مرشحين عن أحزاب
سياسية، وهم: أحمد محمد عوض (خبير آثار) عن حزب «مصر القومي»، أبو العز
الحريري (عضو مجلس شعب) عن حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»، الدكتور محمد
فوزي عيسى (أستاذ قانون في كلية الحقوق) عن حزب «الجيل»، حسام خير الله
(وكيل الاستخبارات العامة السابق) عن حزب «السلام الديموقراطي»، عمرو موسى
(مستقل)، الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح (مستقل)، حازم صلاح أبو إسماعيل
(مستقل)، المستشار هشام البسطويسي عن حزب «التجمع»، محمود حسام الدين جلال
(ضابط شرطة سابق - مستقل)، إبراهيم أحمد الغريب (مدرس - مستقل)، الدكتور
محمد سليم العوَّا (مستقل)، النائب السابق لمرشد الإخوان المهندس خيرت
الشاطر (مستقل)، رئيس الوزراء السابق الفريق أحمد شفيق (مستقل)، حمدين
صباحي (مستقل)، رئيس حزب «غد الثورة» الدكتور أيمن نور عن الحزب. وتقدم كل
من موسى وأبو الفتوح وصباحي وشفيق وحسام الدين جلال وإبراهيم الغريب
بتوكيلات شعبية من أكثر من 30 ألف مواطن يتوزعون على أكثر من 15 محافظة،
فيما تقدم العوَّا والشاطر إلى اللجنة مدعومين بتأييدات من أكثر من 30
نائباً برلمانياً. وتقدم حازم أبو إسماعيل بأوراقه جامعاً بين الشرطين.
وتقدم أحمد عوض، وأبو العز الحريري، ومحمد فوزي عيسى، وحسام خير الله،
وهشام بسطويسي، وأيمن نور عن أحزاب سياسية فازت بمقعد برلماني واحد على
الأقل. وستعلن اللجنة العليا للانتخابات غداً قائمة المتقدمين للترشح، على
أن تبدأ في تلقي الاعتراضات من بين المرشحين على بعضهم البعض يومي الثلثاء
والأربعاء المقبلين، وستفصل فيها يومي الخميس والجمعة، وستمنح اللجنة
للمرشحين المستبعدين فرصة للتظلم على قرار استبعادهم خلال يومي السبت
والأحد المقبلين، على أن يتم البت بشكل نهائي في التظلمات يوم الاثنين 16
نيسان (أبريل)، وستعلن القائمة النهائية للمرشحين الذين سيخوضون الانتخابات
يوم 26 نيسان، يعقبها السماح للمرشح بإجراء دعاية انتخابية بصورة رسمية.
وشهد مقر لجنة الانتخابات أمس وجوداً أمنياً مكثفاً استباقاً لحضور عمر
سليمان لمقر اللجنة وسط حشد من أنصاره. وقام سليمان بسحب ملف الترشح قبل أن
يغادر مقر اللجنة من دون أن يدلي بأي تصريحات للصحافة.
وقال الناطق باسم حملة ترشح عمر سليمان للرئاسة إن الأخير سجّل درساً
للشعبية، إذ خرجت الحشود لمطالبته بالترشح فور إعلانه الاعتذار عن خوض
المنافسة، وهو الأمر الذي دفع برئيس الاستخبارات السابق إلى التراجع عن
قراره عدم الترشح للرئاسة.
واشتكى الناطق من «تضييقات» يمارسها المنافسون أمام مقار الشهر العقاري
لمنع أنصار سليمان من تحرير توكيلات شعبية له. واتهم أنصار المرشح حازم أبو
إسماعيل بمنع أنصار سليمان من تحرير توكيلات له في ضاحية الدقي. وأكد أن
سليمان سيترشح وفقاً لتوكيلات شعبية، وأنه لن يترشح على تذكرة أي حزب
سياسي. وردَّ على الانتقادات الموجهة لترشحه بالقول: «فليدعوا الحكم
للصندوق إن كانوا مؤمنين بالديموقراطية».
ويُنظر إلى ترشح سليمان على أنه ردٌّ من المجلس العسكري على ترشيح
«الإخواني» خيرت الشاطر للرئاسة. وفيما رحَّب المرشح لانتخابات الرئاسية
الدكتور أحمد شفيق بإقدام سليمان على الترشح، انتقدت غالبية القوى السياسية
والثورية القرار على اعتبار أن سليمان مرتبط بشكل وثيق بنظام الرئيس
السابق حسني مبارك. وقال شفيق، في بيان، إن خطوة سليمان تمثل تعبيراً عن
ثراء التيار المدني الراغب في حماية الهوية المصرية للدولة بالقيادات
القادرة على حكم الدولة وتحقيق انتقالها الناعم إلى الاستقرار. وجدد نفيه
نيته الانسحاب من السباق الرئاسي لمصلحة سليمان، وتأكيده أنه باق حتى
النهاية. لكنه لم يستبعد قرار التراجع عن المنافسة، إذ قال في بيان: «لو
أقدمت على أي خطوة غير ذلك (الترشح للانتخابات)، فإن هذا لن يكون إلا بعد
دراسة متأنية، وبعد العودة إلى قواعدي الانتخابية التي طالبتني بالترشح
وتنتظر مني أن أمضي نحو نهاية السباق الانتخابي تعبيراً عنها... (إن)
ضمائرنا الوطنية توجب علينا التحسب في كل خطوة نقوم باتخاذها»، مؤكداً أن
كل خطوة سيتخذها ستكون معلنة عبر قنواته الرسمية ومن خلال منابره الرسمية
والموثقة وأنه إذا اتخذ موقفاً سيعلنه بنفسه.
في المقابل، انتقد الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ترشح سليمان. وقال في
تعليق على صفحته في موقع «تويتر»: «ترشح من تفاوض باسم قتلة الثوار إهانة
لكل من ضحَّى بحياته من الشهداء لإنهاء الحكم الأمني»، مشدداً على أن من
أسقطوا رأس النظام السابق قادرون على إسقاط أذنابه، مضيفاً: «المعركة هي
ثورة أو لا ثورة». وحذَّر عمرو موسى، من جهته، من محاولات «سرقة الثورة»،
مشيراً إلى أن ما مضى، وما تم من التلاعب بالشعب المصري «لن نسمح به أن
يحدث مرة أخرى؛ لأن هذه السياسات ولَّى زمانها بلا رجعة بعد سقوط النظام».
واعتبر حمدين صباحي أن ترشح سليمان «تحايل على إرادة الشعب».
كما انتقدت قوى ثورية هذا الترشح، واعتبرت أنه «إعادة لإنتاج نظام
مبارك». وقالت حركة «6 أبريل»: «سليمان كان أداة من أدوات نظام مبارك في
البطش والقمع وكان أهم معاون لمبارك وكاتم أسراره، وهذا الترشح يستفز
الثوار، وسيحيي الثورة من جديد، وسيشعل روح التحدي للنظام الفاسد بكل رموزه
ومعاونيه»، مؤكدة أن عمر سليمان لن ينجح بأي حال من الأحوال.
واعتبر اتحاد شباب الثورة ترشح سليمان «انقلاباً على الثورة وخداعاً
للشعب»، مستنكراً في بيان أن يترشح سليمان لرئاسة الجمهورية «بعد أن رفضته
الجماهير» في ميدان التحرير لتقلده منصب نائب الرئيس أو عند تفويض حسني
مبارك صلاحياته له. واعتبر أن سليمان هو مرشح المجلس العسكري ما «يكشف
مخالفة العسكري وعوده بتسليم السلطة للمدنيين». واعتبرت حركة «كفاية» أن
ترشح سليمان «استنساخ لنظام مبارك واستكمال لسيناريو إجهاض الثورة».
ودافع المحامي عبدالمنعم عبد المقصود المنسّق القانوني لحملة «خيرت
الشاطر رئيساً لمصر» عن موقف المرشح القانوني وسط جدال حول قانونية ترشحه
والعفو الذي أصدره المجلس العسكري عنه. وقال عبدالمقصود إن هناك حملةً في
وسائل الإعلام يقوم بها أشخاص من «العهد البائد» يرددون «أقاويل في شأن
وجود ثغرات قانونية» في ملف ترشيح المهندس خيرت الشاطر الهدف منها زعزعة
الثقة وإثارة البلبلة في نفوس الجماهير تجاه مرشح جماعة «الإخوان المسلمين»
وحزب «الحرية والعدالة». وجدَّد تأكيده سلامة الموقف القانوني للشاطر،
وصحة الإجراءات والمستندات واتفاقها مع صحيح القانون. وأضاف: «قرار العفو
جاء عفواً كلياً، شاملاً ومتضمناً إسقاط العقوبة الأصلية وجميع العقوبات
التبعية، وجميع الآثار الأخرى التي ترتبت على الحكم الصادر ضده».
وتراجع السفير عبدالله الأشعل عن قرار الانسحاب لمصلحة خيرت الشاطر،
وقرر التقدم اليوم بأوراق ترشيحه للرئاسة عن حزب «الأصالة» السلفي. وقال
الأشعل لـ «الحياة» إنه رأى أن حال الاستقطاب الحالية بين القوى المدنية
والإسلامية تقتضي منه الترشح للرئاسة.